خطبة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب الشيخ د. محمد بن حسن المريخي 27 ربيع الأول 1439هـ الموافق 15 ديسمبر 2017م بعنوان "تحرير الأقصى"

  25-12-2017

 الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين أعزنا بالدين وهدانا الصراط المستقيم، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وشريعته صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

فيا أيها المسلمون .. اتقوا الله تعالى واشكروه على نعمة الإسلام والإيمان "إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون".

عباد الله .. بينما الجاهلية تخيم على العرب بجاهليتها الجهلاء وظلماتها وضلالاتها، وإهمال الأمم للعرب، إذ أذن الله تعالى للجزيرة العربية أن تشرق بنور ربها، وتستنير بهداية الوحي ونور النبوة، شاء الله تعالى أن يكون للعرب شأن ومقام كبير بين الأمم في هذا الكون، فاختارهم الله تعالى واصطفاهم من بين شعوب الأرض وأممها، اختارهم ليحملوا مشعل النور والهداية للبشرية، ليحملوا أمانة تبليغ وحيه والدعوة إلى شرعه للعالمين، فبعث فيهم محمداً عبده ورسوله نبياً ورسولاً من العرب، للعرب وللعالمين، رحمة وهداية "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، فالتفتت الأمم للعرب، وطلبوا قربهم وودهم ومودتهم، فالعرب جنس مبارك اصطفاهم الله واختارهم لحمل أعظم أمانة، وجعل منهم الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم أكرم إنسان خلقه الله، وأشرف نفس نفست محمد رسول الله، النبي العربي الكريم، صلى الله عليه وسلم.

العرب رهط رسول الله، أهله وقومه وعشيرته، بعث الله محمداً رسولاً فيهم، هم أول حملة الإسلام ومن دعا إليه ونشره وحارب في سبيله، وضرب العرب أروع الأمثلة في التضحية والدعوة والدفاع عن الله ورسوله وعن دينه.

وهذه مزية للعرب، ولهم الحق في أن تُعرف لهم أقدارهم ويُعرف لهم فضلهم على العالمين بعد الله تعالى، صاروا قدوةً للعالمين في الخير كالصحابة، الصديق والفاروق وذي النورين وأبي الحسن علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وصهره وبقية العشرة وغيرهم، لهم فضل عظيم.

العرب هم أهل السنّة والتوحيد، وأهل الكرم والمروءات والشيم والحشمة حتى في جاهليتهم اتصفوا بصفات كريمة اعتمدها الإسلام وأقرها كالكرم والشجاعة والمروءة.

يقول قائلهم: وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها

وعندما دعاهم الشيطان لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقفوا على باب بيته ولم يدخلوا عليه بابه، رعاية لحرمة البيوت والأُسر، العرب جعلهم وزراء لرسوله وحبيبه، هم أهل اصطفاء الله ومحل تزكية، كانوا في الجاهلية نكرة بين الأمم لا يُعرفون، فرفع الله قدرهم وأعلى شأنهم لما استجابوا لله ورسوله ولبسوا عباءة الإسلام، حتى صار الإسلام هو العرب والعرب هم الإسلام، وأحبهم الله ورسوله والناس، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، لما رأوا أخلاق العرب الذين يحملون الإسلام وينشرونه، وضربوا أروع الأمثلة في تآخيهم ومودتهم لإخوانهم المسلمين حتى ذابت العروبة عندهم وغلب عليها، فالإسلام فهو يوجههم ويرشدهم ويهديهم إلى سواء السبيل.

خص الله العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، فهم أفهم من غيرهم، وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بياناً وتمييزاً للمعاني، غرائزهم أطوع للخير من غيرهم، وهم أقرب للسخاء والحكم والشجاعة والوفاء وغيرها من الأخلاق المحمودة.

لقد شرف الله العرب تشريفاً أيما تشريف فاختارهم بأن يكون الرسول الخاتم منهم وأن يكون لسانهم العربي لسان الوحي المنزل "القرآن والسنّة"، فكل من أراد الإسلام وجب عليه الوقوف على لغة العرب ولسانهم.

إذا ذُكر المدح والثناء في القرآن والسنّة فللعرب النصيب الأكبر منه ، كقوله سبحانه "لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته"، وقوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، وقوله تعالى "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا".

أيها العرب والمسلمون .. من مجموع ما ذُكر في حق العرب في كتاب الله وسنة رسول الله وما تميزوا به من أصطفاء الله لهم وتزكيته ومبعث الرسول منهم واختيار لغتهم العربية لساناً للوحي الإلهي، من مجموع هذا كله لا يجوز سب العرب خصوصاً ولا غير العرب، ففي دنيا الناس من يرى ويسمع ويشاهد المشاكل والمحن التي تنزل في ديار العرب، فيطلق لسانه وقلمه طعناً في العرب وإبراز مساوئهم ويحس أن هذا من حسن التصرف، لا والله بل من سوء التصرف، فالعرب المسلمون بشر يصيبون ويخطئون وتقوى سواعدهم ويضعفون، ويصدقون ويخونون وأعداؤهم كثر، لكونهم مسلمين موحدين، والأصوب والأحسن هو العمل على الإصلاح والترميم والبناء والصبر والبذل من أجل البناء ونهضة الأمة، لا يجوز سب العرب ولكن الأحسن تذكير العرب بسر قوتهم، وحصنهم الحصين وسبب تمكينهم في الأرض وانتصاراتهم على أعدائهم الأولين وكيفية إعداد الأمة حسياً ومعنوياً لليقظة والانتباه لعدوهم اللعين، اهتزت المدينة النبوية في عهد عمر رضي الله عنه، اهتزت بزلزال فجمع الناس وقال: والله ما رجفت المدينة إلا بذنب أحدثته أو أحدثتموه، والله لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً.

يا أمة العرب والمسلمين .. كنتم أمواتاً بين الأمم، يأكل بعضكم بعضاً، فمنّ الله عليكم فأحياكم وبعثكم من بعد موتكم، فاضطرت الأمم لتلقاكم وتجلس معكم وتطلب ودكم وتطلعاتكم "أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج فيها"، كنتم ضعفاء فقواكم، وفقراء فأغناكم، وأيتاماً فآواكم، لا تذكرون بين الأمم فجعلكم رأس خير أمة خلقها الله "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للأمة وعلى رأسها العرب: "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل" رواه أحمد.

فقد خلق الله سبعين أمة، وجعلكم تمام السبعين وأفضل الأمم، ذكّركم الله تعالى بنعمته عليكم فقال: "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون"، رفع قدركم وأرسل الرسول منكم وجعلكم أكرم الأمم وجعل أرضكم أرض الرسالات والمقدسات الحرمين الشريفين والأقصى. وأنزل الذكر بلسانكم العربي "إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون"، فهذه نعم وكرامات وفي نفس الوقت أمانات في أعناقكم، الدين كله والمقدسات والعقيدة، حذركم من خياناتها أو التخلي عنها "يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون".

يا أمة العرب والمسلمين .. المقدسات الإسلامية، المساجد الثلاثة أمانة الله العظمى التي أمنكم عليها، المقدسات ويعني بها الطاهرات المطهرات التي تقدست بأمر الله تعالى وطهرها الرسل الكرام بإذن الله من الشرك والمشركين والكفر والكافرين فلا يدخلها نجس من البشر والناس ممن تنجس بالكفر والشرك "يأيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا"، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يحج قبل حجة الوداع، ليؤذن الناس ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، لهذه المساجد الثلاثة قدسية خاصة، تقصد من قبل المسلمين وتشد اليها الرحال لكبير ثوابها وأجر الصلاة فيها.

يقول صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" متفق عليه.

والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، صلى إليه رسول الله ستة عشر شهراً قبل أن تحوّل القبلة ثم أمره الله بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام، يقول الله تعالى "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره".

المسجد الأقصى أرض المعراج، فقد أسرى الله برسوله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السموات وثبت أن الله تعالى جمع لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء فأمهم قبل معراجه مع جبريل إلى السموات.

المسجد الأقصى المبارك، بارك الله حوله، هو أرض المحشر ومسقط رأس النبيين والمرسلين ليس فيه قدسية إلا للإسلام والمسلمين ولا أحقيه لأي طائفة في الأرض غير المسلمين، واليوم ضاع الأقصى كله بسحبة قلم ممن لا يملك ولا يحق له، فوهبه لإخوانه عُبّاد العجول، ومنذ ستين سنة اغتصبوا فلسطين وما زالوا يعربدون فيها ويفسدون ويقتلون ويطردون من استطاعوا من المسلمين، واستطاعوا اقناع من شاء الله بحقهم التاريخي الباطل المكذوب في فلسطين وإن كانت فلسطين إلى اليوم عصية عليهم فلم يتمكنوا من تغيير معتقد أهلها ولا تبديل لسانهم العربي فضلاً عن دينهم الإسلامي الحنيف.

فلله درهم، مع كل ما يفعله الصهاينة ويعاونهم إبليس تأييداً ومعاونة ومدّاً بالسلاح وكل ما يطلبونه، إلا أن الصهاينة يشهدون أن أهل فلسطين لا يزالون حماة للأقصى وأرض المعراج.

يا معشر العرب والمسلمين .. إن الأمة تخاطب فيكم إسلامكم وإيمانكم ونخوتكم وشيمتكم ومروءاتكم، لاستخلاص الأقصى وتطهيره، من أردان اليهود وأنجاسهم.

إلى متى هذا الخنوع والسكوت، لقد أرخيتم الحبال حتى ضيعتم كل شيء، لقد ترهّلت قضية فلسطين حتى سُلبت القدس بسحبة قلم ممن لعن في القرآن والسنّة.

إن القضية لا يمكن حلها بالوعود والمؤتمرات والتوجه إلى الشرق أو الغرب، فما زاد هذا القضية إلا ضياعاً وظلاماً وغياباً، ولم يجد العرب ضالتهم المنشودة، بل سُحب البساط من تحت أرجلهم وهم ينظرون، وتلتت الحبال من أيديهم وهم يبصرون، وتبخرت الوعود والآمال وهم ينتظرون، حتى العروبة التي تفاخرون بها وتقدمونها في مؤتمراتكم ومحادثاتكم تأبى صنيعكم وتصرفكم نحو فلسطين والأقصى.

إن عدوكم كذاب مراوغ خوان فاجر عنيد، خانوا الله ورسله وقتلوا الأنبياء ونقضوا العهود والمواثيق، حاولوا قتل المسيح ابن مريم فرفعه الله إليه، وحاولوا قتل محمد رسول الله ثلاث مرات، لن يرضوا عنكم أبداً مهما كانت التنازلات، ومهما حاولتم الصلح معهم أو ما يسمى بالتعايش السلمي، قوم جرت العداوة والبغضاء لكم في دمائهم وعروقهم. إنه عدو مكار مخادع، سلب وأفسد وخرب وقتل ولن ينتهي.

أيها العرب والمسلمون .. كيف خفت عليكم حقيقته وأنتم تتلون كتاب ربكم وسنة نبيكم؟، لقد أخبركم الوحي بخبره فقال: "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"، وقال: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، وقال: "ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم" وقال: "ود الذين كفروا من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق".

يا أمة العرب والمسلمين .. إن عدوكم بات على يقين أنكم متم وقُبرتم، فلم يعد فيكم روح تدافع عن المقدسات فهو يسرح ويمرح، فليجد فيكم غلظة ولو في مخاطباتكم ثم في قراراتكم، كفى والله هذا!، وهذه الوعود، لقد جربتم كل وسيلة، وسلكتم معه كل سبيل لعل وعسى فلم تجدوا إلا التعنت واللف والدوران حتى دخلتم جحور الضب وراءهم تمنون أنفسكم فلم تجدوا شيئاً.

يا أمة العرب والمسلمين .. أدخلوا الإسلام كقوة رئيسية في محادثاتكم وفي مباحثاتكم، لا تهابوا عدوكم ولا تهابوا من يتهكم بالإرهاب والتطرف، فالإسلام سر قوتكم ونصركم، فالعرب ما كانوا ولا صاروا ولا ارتفع مقامهم إلا بالإسلام، أما العروبة فلم تغن عنكم شيئاً، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت. لا بد من وقفة مع الله عز وجل، ولابد من اعتماد دينه ومخاطبة العالم باسم الإسلام، هو الذي رفعكم ونصركم "لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم"، يعني فيه شرفكم وفيه سعادتكم ونصركم وارتفاعكم، ولن تسترد فلسطين والقدس إلا بالإسلام، وإن أبيتم فإن الله سيستبدلكم بقوم آخرين كما قال سبحانه: "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم".

فيا عباد الله اتقوا الله تعالى وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته، اتقوا الله تعالى وانتبهوا لعدوكم وانتبهوا لدينكم ولدنياكم، فقد طال الأمر في فلسطين مضت المدة الطويلة، كل الأمم تحررت إلا فلسطين لم تتحرر بعد، ولم يزل العرب في مكانهم لم يتقدموا.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإخواننا العرب والمسلمين لما يحبه ويرضاه

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وتاب علي وعليكم وعلى المسلمين، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين، ثم توبوا إليه واستغفروه إن ربي رحيم ودود.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وسار على دربه وتمسك بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد، فيا أمة الإسلام .. اتقوا الله تعالى والتفتوا إلى دينكم، أيها العرب والمسلمون اتقوا الله تعالى، قدموا دين الله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، فما نصر الله تعالى العرب يومئذ إلا بالإسلام، لما جاء الإسلام ودخل العرب في دين الله أفواجا نصرهم الله ورفع قدرهم وهابتهم الأمم وحسبت الأمم لهم حسابا والتفتت الأمم لهم، أما من تخلى عن دين الله تعالى من العرب فقد ذهب والعياذ بالله كأبي جهل وأبي طالب وغيرهم من العرب الذين كانوا أعماما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنهم لما لم يؤمنوا به عليه الصلاة والسلام وابتعدوا عن دينه، بل حاربوا دينه ذهبوا إلى الخسارة الأبدية والعياذ بالله، فترك دين الله والإعراض عن دين الله خسارة أبدية على مستوى الفرد والأمة والبلدان والأمم.

يا أمة الإسلام .. لا ترخوا حبل الدين، لا ترخوا حبل الإسلام، فأنتم بدين الله تعالى أناس لكم مقام في هذه الدنيا، وبدون دين الله تعالى لا تلتفت لكم الأمم، كان العرب في الجاهلية لا تلتفت الأمم لهم، كان الظلم منتشر بينهم، كانت حياتهم في خراب ودمار وضياع حتى كانوا يصنعون آلهتهم من التمر حتى إذا جاعوا أكلوها، كانوا يقتلون البنات، إذا ولدت البنت ألقوا بها في حفرة ودفنوها "وَإذَا المَوْءُودَةُ سألَتْ بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ".

كان العرب، وكان العرب قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام ودخل العرب في دين الله تعالى جعلهم الله خير أمة خلقها الله تعالى، "أنتم توفون سبعين أمة" وفي رواية "أنتم تتمون سبعين أمة"، أي أن الله جعل على رأس هذه الأمم أمة الإسلام أمة محمد عليه الصلاة والسلام.

شرّف للعرب كبير أن يصطفيهم الله سبحانه، فيجعل منهم الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام، ويجعل لسانهم العربي، ما أتى الله تعالى بلغة من هنا ومن هنا للوحي، أعظم وحي أنزله الله على البشرية هذا الإسلام وهذا القرآن، اختار الله تعالى لسان العربي ليكون لسان الوحي، فالقرآن لا يُقرأ إلا بالعربية، والسنة لا تُقرأ إلا باللغة العربية.

شرّف الله العرب ورفعهم على شعوب الأرض، العرب شرفهم هذا الدين، ورفعهم هذا الدين، وانتصارهم في ظل هذا الدين، لن يتحرر الأقصى ولن تتحرر فلسطين إلا في ظلال الإسلام، أما العروبة فلم تغن عنهم من قبل شيئا، لن تغني العروبة عن العرب من قبل شيئا، ولن تلتفت للعرب أمة من قبل لما كانوا يرفعون شعار العروبة.

العرب شعب مبارك وجنس مبارك مصطفى، لكن لابد للعرب أن يلبسوا ثوب الإسلام، أما إبعاد الإسلام وطرد الإسلام من الحياة الخاصة أو الحياة العامة، فهذا لن يغني عن العرب شيئا.

فيا أمة الإسلام اتقوا الله تعالى، والتفتوا إلى عدوكم، وازرعوا في مناهجكم، ضعوا في مناهج  التعليم مكانة الأقصى ومكانة أرض فلسطين بعد الحرمين الشريفين، وقفوا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل ذلك قول الله الذي ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى "سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،  "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".

المسجد الأقصى لا أحقية لأحد فيه إلا أهل الإسلام، المسجد الأقصى للمسلمين فقط وليس لمن يزعم أنه لغير المسلمين.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه كما أمركم ربكم جل وعلا في محكم التنزيل بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".

طباعة