|
17-06-2013 |
إن الحمد لله نحمده ونعوذ بالله من شرور من يهده الله فلا ومن يضلل فلا وأشهد أن لا إلا الله إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً مزيداً.
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" (النساء الآية 1).
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (آل عمران الآية 102).
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" (الأحزاب الآيتان 70-71).
أما بعد معاشر المسلمين اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسامنا على النار لا تقوى.
إخوة الدين والعقيدة بعث الله جل وعلا محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً ومبشراً ونذيراً فأنار الله عز وجل به القلوب، وأنار الله به سبحانه وتعالى الأفئدة، فأرشد الناس إلى عبادة رب الناس، ووحد القلوب لله علام الغيوب، وجعل الناس على حد قول القائل: فلواحدٍ كُن واحداً في واحدٍ أعني سبيل الحق والإيمان، لقد سار محمداً صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم من نصر إلى نصر ومن تمكين إلى تمكين، فمكن الله جل وعلا لتلك الفئة المؤمنة، ليعود صلى الله عليه وسلم بعدما خرج من مكة طريداً شريداً يبحث الأعداء عنه، يعود صلى الله عليه وسلم بعد ثمان سنوات وهذه السنوات الثمانية في عمر الإنسان ليست طويلة، ولكنها سهلة يسيرة على من يسرها الله عليه.
يعود صلى الله عليه وسلم إلى مكة ويقوم في الناس خطيباً فينظر إليهم فإذا بهذا قد شتمه وهذا قد آذاه وهذا قد أخرجه، فيقول لهم يا معشر أهل مكة ماذا تظنون أني فاعلٌ بكم؟ فقالوا بلسان واحد أخٌ كريم أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال صلى الله عليه وسلم إذن فاذهبوا فأنتم الطلقاء.
إنه الفرج من الله جل وعلا الذي يسكب في تلك القلوب المؤمنة التي رضيت بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً.
أيها الموحدون، إن أولئك الصحابة الكرام بقيادة نبينا صلى الله عليه وسلم ما نالوا ما نالوه إلا بتمسكهم بدين الله وثباتهم على عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم، التي بُعث بها من عند الله جل وعلا، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
تأملوا إلى تلكم المواقف الإيمانية التي تدل على عمق الإيمان في قلوب الصحابة الكرام، كيف استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يغير تلك الأفئدة تلك أن يغير تلك الأرواح، يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ويجد أنها معركة غير متكافئة، النبي عليه الصلاة والسلام يخرج بـثلاثمائة وسبعة عشر رجلاً لم يتهيئوا للقتال ولم يستعدوا للحرب، لكنهم خرجوا يحملون الإيمان العميق في قلوبهم، خرجوا وهم يقولون رضينا بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً. خرجوا وهم يطيعون الله ورسوله، وكفاهم بهذا شرفاً وفخراً ونبلاً، فيقف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أمام خيارين إما أن يواجه هذه المعركة الغير متكافئة، لكنه ينتصر بالله جل وعلا وبذلكم الإيمان العظيم الذي وقر في قلوب أصحابه، وإما أن يعود أدراجه إلى المدينة ليستنجد برجال آخرين.
فأراد النبي ص أن يمتحن تلك العصبة المؤمنة أن يمتحن قلوبها وينظر إلى أثر التربية العظيمة التي غرسها فيهم صلى الله عليه وسلم، فديننا لا يقارن فقط بالأقوال وإنما هي أعمال تقارن بالأقوال.
لما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن، قام صلى الله عليه وسلم في الناس خطيباً فأخبرهم بالخبر وأخبرهم بمنازلة العدو، ثم قال لهم أشيروا علي أيها الناس، أشيروا علي أيها الناس، "وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ" سورة الشورى الآية 38، فقام أبو بكر رضي الله عنه فأحسن القول ثم قام عمر فأحسن القول، ثم قام المقداد رضي الله عنه فقال قولاً عظيماً، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والله لتمنيت أني أنا الذي وقفت مقامه ومت بعدها، ما هذا الكلام الذي قاله المقداد بن عمرو رضي الله عنه، قال المقداد يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والله يا رسول الله لو استعرضت بنا برك الغماد وخضته لخضناه معك ما تخلف منا أحد.
سُرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القول، لكنه ما زال يقول أشيروا علي أيها الناس، ما الذي حمله على تكرار تلك المقالة؟ لأن جميع من تحدث هم من المهاجرين وكانوا قلة في ذاك الجيش لا يتجاوزون ثلاثة وثمانون رجلاً، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي الأنصار، فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه قام ذلك الرجل الذي يمتلك إيماناً وحبا لله ورسوله، قام ذاك الرجل الذي كان عمره في الإسلام ست سنوات فقط، ومنذ أن أسلم إلى أن مات وخلال هذه السنوات الست لما مات اهتز عرش الرحمن لموته، قال يا رسول الله لعلك تعنينا معشر الأنصار، قال نعم، قال انظر إلى الإيمان وتأمل عظمته في تلك القلوب المؤمنة، وصدق، إذا استقر الإيمان بالقلب فعل الأعاجيب بصاحبه، قال يا رسول آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فَصِل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادي من شئت، وخذ من أموالنا ودع منها، ووالله يا رسول الله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا أحد، ووالله يا رسول الله إنا لصُدُق عند اللقاء وصبر عند الحروب، ولعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك.
أمام هذا الموقف المهيب، يقف النبي صلى الله عليه وسلم مبتسماً أمام هذه التربية العظيمة وأمام تلك المواقف الإيمانية التي نطقت بها تلك الأفواه المباركة وصدقتها تلك القلوب المؤمنة، فقال صلى الله عليه وسلم أبشروا أبشروا فإن الله وعدني إحدى الحسنيين، إما القافلة والظفر بها، وإما النصر على الأعداء.
إنه الإيمان العظيم أيها الأخوة الذي سكن في تلك القلوب التقية، وحتى يستعيد المسلمون مجدهم وحتى يعيدوا تاريخهم الذي ذهب.
والذي قال عنه القائل:
آباؤنا كتبوا مآثر عزنا
فمحا مآثر عزنا الأحفاد
لكننا نقول لا يزال في الأحفاد بركة، ولا يزال في الأحفاد من يحمل هم هذا الدين، ولا يزال في الأحفاد من يحمل هم نصرة الإسلام والمسلمين، ولا يزال في الأحفاد من يسعى حثيثا لأجل أن يرى العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
نعم أيها المؤمنون إننا أمة لنا تاريخ معروف، لم يُعرف ذلك التاريخ ولم يُعرف أبناؤه إلا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، يقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي عن وأرضاه ليقل كلمته ، تلك المقولة الخالدة التي سارت بها الركبان واستقرت بالوجدان فقال: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام، هذا هو عزنا وهذا هو مصدر فخرنا، نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
وحتى نعيد هذا المجد لابد من أمور ثلاثة:
أول هذه الأمور، الإيمان بالله جل وعلا، إيمان يخالط القلوب والجوارح وليس أقوال تقال، بل أعمال تسير بين الناس، كما كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ما الذي حرك قلوبهم ما الذي أسعد أرواحهم؟ ما الذي جعل الطمأنينة لتلك الأفئدة المضطربة؟ إلا الإيمان بالله تبارك وتعالى. ألم يقل الله جل وعلا "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" سورة الرعد الآية 38، الإيمان هو الذي أخرج مصعب بن عمير رضي ا لله عنه من حياة الرفاهية التي كان يعيشها، لكنها رفاهية ليست مقرون بالإيمان ولا عبادة الله، ولكنها رفاهية مقرونة بعبادة الأوثان مصعب بن عمير الذي كان يتحدث الناس عن لباسه ونعله وحياته اليومية ويعرف أهل مكة الطريق التي سلكها بسبب الطيب الذي كان يتطيب به، لكن هذه الحياة إذا لم يكن معها إيمان ولم يكن معها تقوى وإحسان فإنها تكون وبالاً على صاحبها، لأنه ما نفع فرعون ملكه ولا نفع قارون ماله، لأن ذلك بعيد عن الله سبحانه وتعالى. فخرج مصعب بن عمير رضي الله ليعود من أرض الحبشة ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر النبي صلى الله عليه وسلم لتبدل الحال وإلى تغيره لم يتغير برغبة منه ولكنه خُيّر بين أن يكون فقيراً مع الغنى بالله جل وعلا، فاختار المقام الأسمى والمنزلة الأسنى وهو أن يكون عبداً لله جل وعلا، واختياره الفقر مع الإيمان بدل الغنى وعبادة الأوثان، فاختار المنزلة الحسنى واختار الإيمان وأن يكون عبدا لله عز وجل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسميه بمصعب الخير، وقال: انظروا لهذا الرجل الذي نور الله قلبه وبعد أن كان يلبس من الثياب الغالية أصبح يلبس إيهاب من كبش لا يستر سائر جسده، أخرجه من ذلك الإيمان بالله وطاعة الرحيم الرحمن جل وعلا.
يا عباد الله، لا كرامة للمسلمين إلا بالإيمان بالله، لا قوة ولا عزة إلا بالله تعالى، ولا عز لنا إلا به سبحانه، وكلما كان الإنسان من ربه أقرب ولربه أعبد كلما كان أكثر عزا وكرامة.
الله جل وعلا نعت أفضل البشر على الإطلاق، نعت أمام الأولين والآخرين وقائد الغر الميامين صلى الله عليه وسلم، نعته بالمقامات العظيمة في الدين ووصفه بلفظ، فقال في مقام العبودية "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ" سورة الكهف الآية 1، وقال في الدعوة إلى الله "وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ" سورة الجن الآية 19، وقال في مقام الإسراء "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" سورة الإسراء الآية 1، يأتي جبريل عليه السلام فيقول: يا محمد صلى الله عليه وسلم إن الله يخيرك بين أمرين، إما أن تكون نبياً ملكاً، وإما أن تكون نبياً عبداً، مقام النبوة ثابت، لكن هل تريد مع هذا المقام أن تكون ملكاً لَكمال ملوك الأرض، من الجاه والعظمة والمنزلة والمكانة والجند، ويكون معك سليمان وداود عليهما السلام، أو تكون نبياً عبداً لك ما لسائر الناس إن جاعوا تجوع، وإن شبعوا تشبع، فاستشار الأمين جبريل، فقال تواضع لربك يا محمد فاختار المنزلة العظمى والمقام الأسنى، وهو أن يكون لله عبداً.
فقال عنه القائل:
ومما زادني شرفاً وتيهاً ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيرت أحمد لي نبيا
الأمر الثاني، الذي به تعيد الأمة عزها وكرامتها، هو أن يحقق المسلمون أخوتهم، نحن بيننا رابطة الإسلام لا يفقرنا حسب ولا نسب، حسبنا الإسلام ونسبنا القرآن وجاهنا إتباع محمد صلى الله عليه وسلم، هذا هو الدين الذي ألّف النبي صلى الله عليه وسلم به بين القلوب، فسلمان من فارس، وأبو بكر من أرض العرب، وصهيب من بلاد الروم، وعمر من أرض العرب، وبلال من الحبشة، وعبد الرحمن بن عوف من مكة، كلهم تآلفت أراوحهم بالإسلام فأحبوا بعضهم بعضاً وحققوا لحمة الجسد الواحد، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه البخاري ومسلم.
هذا الذي جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم أن هاجر من مكة إلى المدينة مع عياش بن أبي ربيعة والذي لحق به أبو جهل وكان أخ له من أمه فقال إن أمك حلفت ألا تستظل بشمس وألا تمتشط حتى تعود إليها فكأن عياش قد رق لأمه، فقال أذهب معكم، فنبهه عمر بأنهم يريدون أن يصدوه عن دين الله، فقال له أذهب وأبر بقسم أمي، فقال له عمر أما وإن كنت فاعلاً فأنت تعلم أني من أهل مكة مالاً فلك نصف مال ولي النصف، فأبى، فقال له عمر رضي الله عنه أما وقد وغلبتك نفسك فإنني أجعل لك هذه الناقة النجيب، فإن رابك من القوم شيء فعليك بها وعُد إلينا، ما الذي يحمل عمر على أن يبذل نصف ماله لكي يبقي أخاه؟ ما الذي يحمل عمر أن يدخل في هذا النقاش الطويل مع أخيه؟ إلا أخوة الإسلام. إنه يعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" متفق عليه.
هذه المعاني الجميلة طبقها الصحابة رضوان الله عليهم على أرض الواقع، وهكذا كانوا يتناصرون، وهكذا كانوا يتعاونون، لأنهم يعلمون أن الواجب على المسلم أن ينصر أخاه كل بحسب استطاعته، من استطاع أن ينصر أخاه سياسياً فليفعل، ومن استطاع أن ينصر أخاه اقتصاديا فليفعل، ومن استطاع أن ينصر أخاه بكلمة فليفعل، ومن استطاع أن ينصر أخاه بالدعاء وهو عند الله عظيم فليفعل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من انتقص من كرامة أخيه أو انتهك من عرضه ولم ينصره فإن الله عزل وجل يخذله في موطن يحب نصرته، ومن نصر أخاه في موطن تنتقص فيه حرمته وتنتهك فيه عرضه إلا نصره الله عز وجل في موطن يحب نصرته فيه، وكما تدين تدان".
الأمر الثالث، أن يستعد المسلمون وأن يجتمعوا وأن يكونوا أمة واحدة ضد أعدائهم وتجاه أعدائهم، إن هذه الأمة ما انتصرت إلا يوم أن كانت أمة واحدة، ويوم أن تفرقت وتناحرت وتطاحنت وتقاتلت أذهب الله ريحها، وأذهب الله قوتها من قلوب أعدائها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أخبر أصحابه بما يكون قالوا يا رسول الله أنحن يومئذ قليل، قال أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله يوم أن نترك الله ويوم أن نترك اجتماع كلمتنا المهابة من صدور أعدائكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قال وما الوهن يا رسول الله قال: حب الدنيا وكراهية الموت".
إن أمتنا تضام وتصاب بلواء عظيمة سوريا فلسطين بورما وأرض كثيرة للمسلمين فيها جراح عظيمة، يجب علينا أن نتعاون جميعاً لرفع الظلم عن المظلومين ولدحر أهل الباطل والشرور، حتى نحقق العدل الذي أمرنا الله به. أقول قولي هذا وأستغفر الله ولي فاستغفروه إن ربي رحيم ودود.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبيا محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلوات ربي وسلامه عليه وأصحابه وسلم تسليما مزيداً إلى يوم القيامة
عباد الله اعتصموا بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم القائل: "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي».
والعلم أقسام ثلاث مالها من رابع والحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله وفعله وكذلك الأسماء للرحمن
والأمر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني
والكل في القران والسنن التي جاءت عن المبعوث بالقران
اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين
اللهم يا رب الأرباب اللهم يا مسبب الأسباب
يا من خالق خلقه من تراب
اللهم يا من إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون
اللهم فرّج هم المهمومين ونفس الكرب عن المكروبين
اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان
اللهم انصر عبادك المستضعفين في فلسطين وفي الشام
اللهم كن لهم في سوريا
اللهم سدد رميتهم ووحد صفوفهم
اللهم كن لهم يا ذا الجلال والإكرام
اللهم إن بهم من الضر ما تعلمه
اللهم ارحم موتاهم واجبر كسرهم
اللهم وحد صفوفهم وسد رميتهم
اللهم عليك بمن ظلمهم
اللهم أسعد صدورنا بعز الإسلام
اللهم أمنا في أوطاننا
اللهم وفق أهل هذه البلاد وخذ بنواصيهم إلى البر والتقوى اللهم وارزقهم البطانة الصالحة يا سميع الدعاء
عباد الله أكثروا من الصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم، وخاصة في هذا اليوم المبارك فإنه من صلى عليه صلاة صلى عليه بها عشرا
اللهم وارض عن الأربعة الخلفاء وعن سائر الصحب والآل وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.